باشرت لجنة مركزية تابعة لوزارة التربية الوطنية، الثلاثاء، بالمديرية الإقليمية لورزازات، تحقيقاتها حول حيثيات واقعة الاعتداء الذي طال أحد الأستاذة بالثانوية التاهيلية سيدي داود، على يد تلميذه القاصر البالغ من العمر 17 عاما، من أجل تعميق البحث بخصوص الأسباب الحقيقية وراء هذا الاعتداء الذي طال الأستاذ داخل المؤسسة التربوية، ودواعي عدم تقديمه شكاية في الوقت المناسب.

وأفاد مصدر تربوي مسؤول غير راغب في كشف هويته، في لقاء مع جريدة هسبريس الإلكترونية، بأن اللجنة المركزية التي حلت يوم أمس بورزازات ستعمق تحقيقاتها مع جميع الجهات "التربوية" التي لها علاقة بالموضوع، من المدير الإقليمي، ومسؤول الموارد البشرية، ومسؤولي المؤسسة التي كانت مسرحا لهذا الاعتداء.

ولم يستبعد المصدر ذاته أن تصدر اللجنة المركزية قرارات تأديبية أو إعفاء في حق بعض المسؤولين المقصرين في الإبلاغ بهذه الواقعة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير.

كما عاينت جريدة هسبريس، خلال تواجدها بالثانوية التأهيلية سيدي داود، زيارة اللجنة الإقليمية للتربية والتكوين إلى مكتب مدير المؤسسة، حيث باشرت معه ومع أطر مسؤولة أخرى الإجراءات والتحريات الأولية لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذه الواقعة التي وقعت بورزازات وأثارت استغراب الجميع، نظرا لما تتميز به المدينة من حسن أخلاق ساكنتها.

حسن خولال، والد التلميذ المعتقل، أكد أن "ما أقدم عليه ابنه في حق الأستاذ مرفوض ولن يقبله"، وزاد مستدركا: "إلا أن ابني قام بهذا الاعتداء في حق أستاذه بعد إهانة كرامته ومس شرفي وشرف والدته أمام زملائه التلاميذ".

وشدد الأب على أن "الأستاذ معروف لدى الجميع بسوء معاملته للتلاميذ، إذ كان دائما يستفزهم دون أن تتدخل إدارة المؤسسة ولا المديرية الإقليمية لحمايتهم من تصرفاته المشينة رغم علمهما بما يقع".

ونظمت هيئات التدريس بمجموعة من المؤسسات التعليمية بالوسط الحضري بورزازات، صباح الثلاثاء، إضرابا تضامنا مع الأستاذ المعنف، وطالبت بإعادة النظر في بعض المذكرات الوزارية التي تساهم في تفشي ظاهرة العنف وسط المدرسة العمومية.

وفي هذا الإطار أصدرت هيئة التدريس بالثانوية التأهيلية سيدي داود بورزازات بيانا تضامنيا مع الأستاذ المعنف في المؤسسة، استنكرت من خلاله "الطريقة المشينة التي أهين بها الأستاذ وهو يزاول عمله داخل القسم"، وأشادت "بمواقف كل الهيئات والإطارات المتضامنة مع الأستاذ محليا وجهويا ووطنيا"، مطالبة بـ"ضرورة التراجع عن كل المذكرات التي تحد من صلاحيات المجالس التأديبية وخاصة المذكرة الوزارية رقم: 14/867".

وأكدت هيئة التدريس المذكورة، في بيان تتوفر هسبريس على نسخة منه، "مواصلتها النضال لرد الاعتبار للأستاذ المعنف، وللأساتذة عموما، خدمة للعملية التعليمية التعلمية"، وحملت "كل الأطراف المعنية بالشأن التعليمي كامل المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع بالمؤسسات التعليمية"، وأعلنت استعدادها "لوضع استقالات جماعية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عملية آنية محصنة لكرامة نساء ورجال التعليم"، داعية "كل الفاعلين المعنيين إلى الانخراط في إعادة الاعتبار لمنظومة القيم داخل المؤسسات التعليمية".

يذكر أن التلميذ الذي يظهر في "فيديو" وهو يعتدي على أستاذه داخل القسم بورزازات تم تقديمه صباح اليوم أمام النيابة العامة، التي أحالته بدورها على قاضي التحقيق المكلف بالقاصرين، لتعميق معه البحث حول الأسباب التي دفعته إلى القيام بهذا الاعتداء، وتمت إحالته على السجن المحلي بورزازات، في انتظار تقديمه يوم الثلاثاء القادم للمثول مرة أخرى أمام قاضي التحقيق




اخر مواضيع مدونة الاستاذ بنعدي مصطفى مدونة الاستاذ بنعدي مصطفى

إسماعيل تكليوت , مطور ويب متخصص في بلوجر واقدم هنا خلاصة تجربتي في التعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

keyboard_arrow_up

جميع الحقوق محفوظة © مدونة الاستاذ بنعدي مصطفى

close

أكتب كلمة البحث...