كثيرة هي تصريحات بنكيران وكثيرة هي جعجعاته التي لا تنتهي ، فالرجل لا يفوت فرصة إلا ويخرج علينا من على قنواته الإعدامية ليعطينا الدروس والعبر في كل المجالات ، بل فيلسوفنا المعظم لديه الحلول لكل المشاكل والأزمات التي تعصف بالوطن وآخر هذه التصريحات عندما خاطب الأساتذة بشكل صريح وقال بالحرف الواحد هل وصل الحال بالأساتذة أن يبخلوا علينا ببضعة أشهر نطلبها منهم لكي لا تبقى الأقسام فارغة؟ انتهى كلام سعادة الرئيس الذي لا ينطق عن الهوى . خطاب رئيس الحكومة ومحاولاته تبرير قراراته العشوائية هو خطاب العاجز عن تحقيق الإصلاحات في قطاع التعليم، فبدأ يهرف بما لا يعرف ويوجه النقد اللاذع للأستاذ ويحمله ما لا يستطيع عليه صبرا. فإذا كان رئيس الحكومة يوجه خطابه إلى الأساتذة حول تقاعسهم في استكمال عامهم الدراسي وخاصة للذين أحيلوا على التقاعد ،وذلك حفاظا على مصلحة التلميذ فإنه لم يفكر يوما أن يطرح سؤالا آخر وهو كالتالي هل وصل الحال بالحكومة بأن تتخذ القرارات العشوائية في حق الأستاذ ؟وهل وصل الحال بهذه الحكومة ّأن تجهز على حقوق هؤلاء لتعيدهم إلى الوراء لعقود من الزمن . غالبا ما يحاول السيد بنكيران أن يضع الأساتذة في قفص الاتهام وغالبا ما يطالب هؤلاء بالمستحيل ،لكن الرجل لم يقف يوما ولو للحظة ليعيد التفكير فيما يمكن أن تقدمه الحكومة لهذا الأستاذ الذي يعاني من أزمات أرهقت كاهله . الحكومة تتحدث عن تضحيات يجب أن يقدمها الأستاذ ، لكن في المقابل الحكومة لم تقدم شيئا لهذا الأستاذ والحقيقة واضحة وضوح الشمس لا يمكن إخفائها والتجارب أثبتت ذلك في العديد من المحطات . خطاب رئيس الحكومة مردود عليه ولن يلقى قبولا عند هذا الأستاذ الذي حاولوا على الدوام تركيعه والانتقام منه بجملة من القرارات اللامسؤولة ،التي شرعت فيها الحكومة منذ أن وصلت إلى السلطة عبر خداع الشعب الذي آمن بالديمقراطية والذي كان يتمنى أن تأتيه الحكومة بجديد . الأستاذ أذاقته الحكومة الويلات ولم يعد لديه الاستعداد الكافي لسماع مثل هذه الخطابات العشوائية من هؤلاء الذين انهالوا عليه بضربات قاضية ، وأعلنوا عليه الحرب التي لم تضع اوزارها إلى حدود كتابة هذه السطور . الأستاذ الذي يطالبه السيد رئيس الحكومة بالتعاون وببذل المزيد من التضحيات هو من تجرع السموم من هذه الحكومة ، وهو الذي تعرض لنكسات متتالية بفعل المنطق المعوج لمن هم على رأس القرار ،فكيف يريدون من هذا الأستاذ الذي حاولوا الانتقام منه أن يكون سندا ومعينا لهم إنه لهراء ما بعده هراء . عندما قرر الاساتذة الخروج عن صمتهم والإعلان عن خوض الإضراب من اجل استعادة حقوقهم التي انتزعت منهم ظلما وعدوانا ،كان رئيس الحكومة يستهزئ بهؤلاء ويتهمهم بالمتجولين وبصناع الفتنة الذين سيلقون بأبناء المغاربة إلى التهلكة ، فما كان منه سوى أن يعلن عليهم الحرب عبر اقتطاعات ما انزل الله بها من سلطان ، وعبر سياسة توقيف الأجورأو ما يمكن ان نسميه بالمهزلة التي ستبقى العنوان الأبرز لعهد سوداوي عاشه المغاربة مع حكومة المتأسلمين . في عهد بنكيران وضعية الأستاذ تراجعت للوراء والمكتسبات التي حققها عبر نضال طويل مع الفساد،أعادها بنكيران وإخوانه إلى الوراء، فالمنظومة التعليمية التي جاء هؤلاء لإصلاحها يبدو أنها تعرف أسوأ أيامها بفعل الارتجالية التي يتبعها من حملوا على عاتقهم أمانة إصلاح التعليم بالمغرب، أمام كل هذه الوضع المأساوي يخرج علينا رئيس الحكومة بلا استحياء ويحمل الأستاذ كل الهزائم التي منيت بها منظومة التربية التعليم . ليعلم رئيس الحكومة ومن يسير في نهجه المعوج وليعلم أنصاره الذين غالبا ما يطبلون للوهم، أن المنظومة التعليمية لا تحتاج إلى أناس يهتفون من وراء حجاب، ولا إلى خطابات رنانة تقدم الإصلاحات من على المنابر ، بل المنظومة التربوية تحتاج إلى رؤية واضحة شاملة تستحضر كل الأطراف دون الاقتصار على طرف دون الآخر وهذا لن يتاتى مع حكومة تحاول دائما الانتقام من موظفيها من أجل أن تعالج ملفات فساد ليس للأستاذ دخل فيها ،بل كل ذلك من أجل التغطية على عجزها القاتل في محاسبة المفسدين الذين بلا شك قد منحت لهم الإشارة وصكوك الغفران لاستكمال مشروعهم الرامي إلى نهب ثروات المغاربة وهذا ما تأكدنا جليا منه مع معزوفة بنكيران عفا الله عما سلف .
اخر مواضيع مدونة الاستاذ بنعدي مصطفى مدونة الاستاذ بنعدي مصطفى

إسماعيل تكليوت , مطور ويب متخصص في بلوجر واقدم هنا خلاصة تجربتي في التعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

keyboard_arrow_up

جميع الحقوق محفوظة © مدونة الاستاذ بنعدي مصطفى

close

أكتب كلمة البحث...